مراجعة الكتاب
يُقدم كتاب "الطب الرياضي في الصحة والمرض" للمؤلف محمد عادل رشدي، رحلة معرفية عميقة في عالم الطب الرياضي، ذلك الفرع الحيوي من فروع الطب الذي يُعنى بصحة الرياضيين وغير الرياضيين على حدٍ سواء، مسلطًا الضوء على التفاعلات المعقدة بين الجسد البشري والنشاط البدني. يتناول الكتاب منظومة متكاملة من المفاهيم والممارسات التي تهدف إلى تعزيز الصحة البدنية والوقاية من الإصابات، وتقديم الحلول العلاجية والتأهيلية للمشكلات التي قد تواجه الأفراد النشطين جسديًا.
يتعمق الكتاب في استعراض شامل لأبرز قضايا الطب الرياضي، بدءًا من فهم تشريح ووظائف الجهاز العضلي الهيكلي، مرورًا بأنواع الإصابات الرياضية الأكثر شيوعًا وسبل الوقاية منها وتشخيصها وعلاجها، وصولًا إلى الجوانب الغذائية والنفسية التي تؤثر في أداء الرياضي وصحته العامة. كما يتناول المؤلف قضايا مهمة تتعلق بالتأهيل البدني بعد الإصابات، ودور التمارين العلاجية في استعادة الكفاءة الوظيفية، مقدمًا رؤى قيمة حول كيفية الحفاظ على اللياقة البدنية والتعامل الأمثل مع تحديات الصحة المرتبطة بالمجهود البدني، بأسلوب علمي رصين ومفصل.
يتميز أسلوب الكاتب بالجمع بين الدقة العلمية والوضوح السلس، مما يجعله في متناول القارئ المتخصص وغير المتخصص على حد سواء، فقد نجح رشدي في تبسيط المفاهيم الطبية المعقدة وتقديمها بلغة عربية فصحى جذابة، خالية من التعقيد والتكلف، مدعمًا ذلك بتنظيم محكم للمعلومات وعرض منطقي. تبرز قوة الكتاب في شمولية المحتوى وتغطيته لشتى جوانب الطب الرياضي، واعتماده على مرجعيات علمية موثوقة. ورغم ثراء الكتاب، قد يجد بعض القراء أن التعمق في بعض التفاصيل الطبية الدقيقة يحتاج إلى خلفية مسبقة، إلا أن هذا لا ينقص من قيمته المرجعية كإضافة نوعية للمكتبة العربية، ومرجع لا غنى عنه لكل من يهتم بالصحة واللياقة البدنية، يستحق القراءة والاقتناء.