مراجعة الكتاب
يُعدّ كتاب الطب الرياضي في الصحة والمرض من المؤلفات المهمة في مجال الطب الرياضي، إذ يجمع بين الطابع الأكاديمي الدقيق والرؤية التطبيقية التي تربط بين المعرفة النظرية والممارسة العملية. يقدّم الدكتور محمد عادل رشدي من خلاله دليلاً متكاملاً للرياضيين، والمدربين، والأطباء، وكل من يهتم بفهم العلاقة بين النشاط البدني وصحة الجسم، سواء في حالات اللياقة المثالية أو أثناء مواجهة الإصابات والأمراض.
-
مدخل إلى الطب الرياضي:
يبدأ المؤلف بتعريف شامل لمفهوم الطب الرياضي، موضحًا دوره في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الإصابات. كما يستعرض التطور التاريخي لهذا الفرع الطبي، منذ بدايات الاهتمام بالأنشطة البدنية في الحضارات القديمة وحتى دوره في الطب الحديث. -
الأسس الفسيولوجية للنشاط البدني:
يتناول الكتاب في هذا القسم وظائف أجهزة الجسم المختلفة أثناء المجهود البدني، كالعضلات والجهاز العصبي والقلب والرئتين. يشرح المؤلف كيف يتفاعل الجسم مع التدريب الرياضي المنتظم، ويقدّم تفسيرًا علميًا لظواهر مثل زيادة التحمل والقوة العضلية وتحسين الأداء البدني. -
التغذية والصحة الرياضية:
يخصص المؤلف فصولاً مهمة لشرح العلاقة بين التغذية السليمة والأداء الرياضي، مع التركيز على احتياجات الرياضيين من الطاقة والعناصر الغذائية. كما يناقش أخطاء التغذية الشائعة وتأثير المكملات الغذائية على الجسم، مقدّمًا نصائح دقيقة للحفاظ على التوازن الغذائي أثناء التمارين أو البطولات. -
الإصابات الرياضية وطرق علاجها:
يعرض الكاتب تصنيف الإصابات الرياضية من حيث طبيعتها وشدتها، بدءًا من الإصابات البسيطة مثل الشد العضلي وحتى الحالات الأكثر تعقيدًا كتمزق الأربطة أو الكسور. كما يشرح أساليب العلاج الحديثة والتأهيل البدني، ويؤكد على أهمية الوقاية والتدريب السليم في الحد من الإصابات. -
الطب الرياضي في حالات المرض:
يسلّط المؤلف الضوء على دور النشاط البدني في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب. ويستعرض كيفية توظيف التمارين الرياضية كوسيلة علاجية بإشراف طبي، مع مراعاة الفروق الفردية والحالات الخاصة لكل مريض. -
الأخلاقيات والمستقبل في الطب الرياضي:
يختم الكاتب كتابه برؤية مستقبلية للطب الرياضي في ظل التطور التكنولوجي، متحدثًا عن استخدام أجهزة القياس الدقيقة والذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء الرياضي ومراقبة صحة اللاعبين. كما يناقش الجانب الأخلاقي المرتبط بالمنشطات وأثرها على نزاهة الرياضة وصحة الإنسان.
في المجمل، يُعدّ الطب الرياضي في الصحة والمرض مرجعًا علميًا متكاملًا يجمع بين النظرية والتطبيق، ويعكس خبرة المؤلف الطويلة في المجالين الأكاديمي والعملي. أسلوب الكتاب واضح ومنهجي، يجمع بين الدقة العلمية وسهولة العرض، مما يجعله مفيدًا لكل من يرغب في فهم عميق للرياضة بوصفها علمًا وصحةً وحياة.